ما هو البلاستيك و كيف نعيد تدويره ؟

  مصطلح "اعادة التدوير" في شكله يبدو من المصطلحات الجديدة علينا، و على العالم بأسره، لكن في معناه الباطني يمكن البرهنة أنه متأصل في القدم، و قد نقول إنه ظهر و ظهور النظام البيئي، و لعل مجموعة من الظواهر تشهد على ذلك، و نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، ظاهرة التمعدن التي تحوِّل من خلالها الكائنات المجهرية، اوراق الأشجار المتساقطة و التي هي مواد عضوية  الى مواد معدنية، تساهم في تغدية الشجرة نفسها التي أسقطت الأوراق . و هذا النظام الدقيق يجعلنا نتأكد من صدق منطق "لا شيء يضيع في الطبيعة" .
و الإنسان نفسه استخدم هذه التقنية منذ عصور غابرة، حيث استطاع خلال العصر النحاسي أن يعيد تدوير النحاس و تحويله من شكل لآخر و كذلك خلال العصرين الحديدي و البرونزي . إذن من خلال نظرتنا العميقة في التاريخ اكتشفنا أن هذه التقنية ليست حديثة في أصلها كما يعتقد البعض، لكن يمكن أن نصنِّف بعض فروعها ضمن الاتجاه الحديث كتدوير البلاستيك مثلا . 
هذه المادة التي اكتشفها لأول مرة العالم الأمريكي البلجيكي ليو بايكلاند سنة 1907، و التي تعتبر نوع من أنواع المواد العضوية و الشبه عضوية . و البلاستيك مركب مكون من جزيئات صغيرة تدعى مونومرات تتجمع لتشكل مركبات عضوية تسمى البوليميرات و التي تعطينا الشكل النهائي .


و اذ تعمقنا في أنواعه نجد ما هو آمن و قابل للتدوير و ما هو خطير و لا ينصح باستعماله كليا أو لمدة طويلة، و هذا ما تشير إليه أرقام نجدها داخل مثلث إعادة التدوير (الصورة في الأعلى) و الذي يوضع على المنتجات البلاستيكية لتحديد نوع البلاستيك المستعمل في تصنيعها و التصنيف هو كالتالي :

 الرقم 1 ( PET )
  آمن وقابل للتدوير، يستخدم لعلب الماء والعصير والصودا ... مع الحذر من استخدام هذه العلب لأكثر من مرة ، لأنها مصنوعة لتستخدم لمرة واحدة فقط وتصبح سامة إذا أعيد تعبئتها .
الرقم 2 ( PE-HD )
  آمن وقابل للتدوير، يستخدم لعلب الشامبو والمنظفات ، الحليب ولعب الأطفال ويعتبر من أكثر انواع البلاستيك أماناً خصوصا الشفاف منه .
الرقم 3 ( PVC )
  ضار وسام اذا أستخدم لفترة طويلة وهو مايسمى بالفينيل أو ال PVC ، يستخدم في مواسير السباكة وستائر الحمام ، وكثيرا مايستخدم في لعب الأطفال وتغطية اللحوم والأجبان كبلاستيك شفاف لذا يجب الحذر من هذا النوع بالذات لأنه من أخطر أنواع البلاستيك وأرخصها لذا يستخدم بكثرة .
الرقم 4 ( PE-LD )
  آمن نسبيا وقابل للتدوير، يستخدم لصنع علب الأقراص المدمجة وبعض القوارير واكياس التسوق .
الرقم 5 ( PP )
  من أفضل انواع البلاستيك وأكثرها أمناً ، يناسب السوائل والمواد الباردة والحارة وغير ضار أبدا، يستخدم في صناعة حوافظ الطعام والصحون وعلب الأدوية وكل ما يتعلق بالأكل .
الرقم 6 ( PS )
  خطر وغير آمن ، وهو ما يسمى بpolystyrene أو الستايروفورم ، تصنع منه علب البرغر والهوت دوغ وأكواب الشاي التي كأنها فلين والمستخدمة إلى عهد قريب في مطاعم الوجبات السريعة العالمية، مع العلم أنها منعت منذ أكثر من 20 سنه في أمريكا من قبل الحكومة وماك دونالدز توقف عن استخدامها منذ 1980 ,لكنها لا تزال تستخدم في المطاعم والبوفيهات الشعبية ، و تساهم هذه المادة في تخريب طبقة الأوزون لأنها تصنع بأستخدام غاز CFC الضار .
الرقم 7 ( O )
  هذا النوع لا يقع تحت أي تصنيف من الأنواع الستة السابقة ، وقد يكون عبارة عن خليط منها ، والأمر الأهم هنا أن كثير من الشركات العالمية بدأت تتجنبه. و لا تزال هذه المادة محط جدال بين الأوساط العلمية .

  لكن الجميل في الأمر أن كل هذه الأنواع من الممكن إعادة تدويرها، و هنا تختلف الوسائل و الغايات و تتعدد الطرق و الإمكانيات، و سنعرض عليكم بعض الابتكارات التي حصلنا عليها من خلال نفايات بلاستيكية و عقل بشري مبدع ..

القوارير البلاستيكية 
يتم استخدام القوارير المستعملة غالبا لصنع مشاتل من أجل النباتات، و كفكرة ذكية من طلاب جامعة جورجيا تم استخدام أكثر من 5000 قارورة لصنع كهف على شاكلة مساكن "الإسكيمو" و كما يعلم الجميع فالبلاستيك يحفظ الحرارة و هذا ما سينفع حتما في المناطق الباردة .


لعب الأطفال
كثيرا ما يعشق الأطفال كل لعبة تصادفهم و هذا ما يجعلهم يجمعون كميات هائلة منها و التي تسبب مشكلا للأمهات و خاصة عند التخلص منها، و في فكرة ذكية أخرى تقوم المدارس اليابانية باستخدام الألعاب الغير مرغوب فيها لتشكيل أشياء جميلة يكون عليها إقبال من طرف الأطفال ..


الأكياس البلاستيكية
كثيرة هي الإستعمالات فهنالك بعض الفنانين الذين ينبني أسلوبهم على الأكياس البلاستيكية التي يشكلون بها لوحات فنية جميلة و معبرة، و البعض الآخر يستخدمون الأكياس لتشكيل أجسام و أشكال فنية متعددة، و آخر وصلت به الدرجة الى ابتكار منطاد مكون من ألاف الأكياس البلاستيكية، و هذا ما قام به الفنان الأرجنتيني “توماس سارارسينو” ،و يعرض عمله حاليا في متحف فيينا .


من خلال نظرة إيجابية و تفكير تنموي لموضوع التدوير تظهر عديد السبل و الإمكانات لتحقيق السلام الأخضر و التنمية المستدامة و حفظ البيئة و المحيط ، فالطبيعة مُعلمنا الأول و الأخير و هي مهْدنا و لحْدنا، إذن فلنأخد منها العبرة و نعمل حسب منطقها الواضح و السهل . 


شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة