‏إظهار الرسائل ذات التسميات شخصيات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شخصيات. إظهار كافة الرسائل

مسلسل فايكينج بين الحقيقة و الخيال .. هل عاش راغنار في الحقيقة ؟


مسلسل فايكينجز "Vikings" هو بلا شك من أنجح المسلسلات التي عُرضت على الإطلاق . نجاحه هذا راجع بالأساس للفترة الزمنية التي تدور أحداثه خلالها، و التي ناذراً ما نرى أعمالاً سردت شيئا من وقائعها . كما ساهمت محاولاته للتقرب من الوقائع التاريخية في جزء كبير من هذا النجاح.
 

مايكل هيرست "Micheal Hirst" صانع و منتج هذه السلسة التي تعرض على قناة "History" اعتمد على تسجيلات تاريخية، اضافة للملاحم التي كتبتها الشعوب الإسكندنافية، و هي مجموعة كبيرة من الكتابات تعود للقرن الثالت عشر الميلادي، و تضم قصصاً و أشباه أساطير عن رحلات رجال الفايكينجز ما بين سنتي 930 و 1030 ميلادية .

يوجد ذكر لـ "راغنار لوثبروك Ragnar Lothbrok " في السجلات التاريخية الأوروبية، كما وجد نظير له في الكتابات الإسكندنافية و التي وصفت راغنار ملكاً للدنمارك و بطلا دائع السيط، عاش في القرن التاسع الميلادي . اذاً هل شخصية راغنار مطابقة لما صورته لنا السلسلة التلفزيونية ؟

من خلال الملاحم الإسكندنافية فراغنار أصبح ملكا للدنمارك انطلاقاً من سنة 804 ميلادية خلفاً لوالده "Sigurd Ring"، تميز راغنار بذكائه و شجاعته اضافة الى مهارته في الإقناع . تزوج راغنار ثلات مرات، الأولى "لاغرتا Lagertha : المرأة المحاربة" و بعدها "أوسلوغ Aslaug : الأميرة المحاربة" ثم "Thora Borgarhjört" . و رزق بالعديد من الأبناء أشهرهم "Björn Ironside"، "Ubba"، "Ivar the Boneless"، "Halfdan" و "Sigurd Snake-in-the-Eye" . الجدير بالذكر أنهم شخصيات تاريخية حقيقة، بحيث برز اسم راغنار و أبنائه خلال الغزو الإسكندنافي لإنجلترا انطلاقاً من سنة 865 ميلادية . هذه الغارات التي قادها أبناء راغنار مع جيشهم الوثني العظيم كما أطلق عليه في السجلات التاريخية الإنجليزية، و التي (الغارات) حسب الأساطير الإسكندنافية كانت ردا على "أيلاÆlla " -والذي كان ملكا على "Northumbria" و التي هي جزء من انجلترا حاليا - بعد رميه راغنار في بئر مليئ بالثعابين السامة و موته نتيجة للَّضغ . و بحلول سنة 870 ميلادية أسس الجيش الوثني العظيم منطقة دنماركية على الأراضي الإنجليزية أسموها "Danelaw" .
كل هذه الأحداث عجلت ببدأ مرحلة جديدة من التاريخ الإنجليزي : مرحلة توحيد انجلترا تحت علم واحد .


و في نظرية أخرى، تمَّ ربط راغنار برجل أطلق عليه "Raginheri" و هو رجل حرب من الفايكينجز عُرف بترهيبه أوروبا الغربية خلال أربعينيات القرن التاسع الميلادي، و الذي حاصر باريس سنة 845 ميلادية بعد أن تغلب على الجيوش التي أرسلها لمواجهته ملك المنكقة أنذاك "Charles the Bald"، ليقوم بعدها بشنق 111 مسيحيا و يطلب الفدية مقابل عدم دخول باريس، فما كان لتشارلز الا أن ينفذ مطالبه . و تذكر السجلات أن "ريجينييري" توفي بعدها بوقت قصير بسبب المرض .

لكن ما يجعل هذا الربط مستحيلا هو سبب و زمن الوفاة، بحيث في الأسطورة مات راغنار نتيجة رميه في مليء بالثعابين من طرف الملك أيلا بعد حوالي 20 سنة من حصار باريس .

بإختلاف النظريات و تعدد الرؤى حول شخصية راغنار، يرى بعض المؤرخين أن القصص التي وصلت لنا ربما هي نتاج خليط لقصص و أوصاف عدة رجال بارزين من الفايكينجز الذين ألهمت بطولاتهم الملاحم الإسكندنافية، و جمعت في شخصية واحدة هي راغنار لوثبروك .
من جهة أخرى صانع السلسلة مايكل هيرست لم يخفي اضافته لعناصر درامية خيالية، كظهور الألهة لبعض الشخصيات نتيجة للذعر أو الهلوسة . فمثلا ظهور الإله "Odin" في ساحة المعركة في أولى حلقات المسلسل، كان تجسيدا لإيمان الفايكينجز فهم يعتقدون أنه بعد كل معركة يأتي أودين لإختيار الرجال الذين سيرافقونه لـ "Valhalla" و هو مرادف للجنة يذهب له المحاربون الشجعان بعد موتهم . ما ظهر أيضا في شكل خيالي في المسلسل هو التقمص، بحيث يؤمن الفايكينجز بأن ألهتهم تستطيع اتخاذ أشكال حيوانات على الغراب، البومة و الذئب .


من الأنتقادات التي واجهت المسلسل هو دور المرأة خلال عصر الفايكينجز و بالظبط شخصية "لاغرتا" زوجة راغنار، فالبعض رفض فكرة المرأة المحاربة و رأى أن في الأمر تجاوز كبير . لكن ما قد يجعل هؤلاء النقاد يتراجعون عن فكرتهم هو الإكتشاف الذي أُعلن عنه في سبتمبر2017 ، و الذي له سلة مع "محارب بيركاBirka Warrior " . محارب بيركا هو اسم أطلق على هيكل عظمي أكتشف سنة 1880 في منطقة بيركا السويدية داخل غرفة تعود للقرن العاشر الميلادي، و قد اعتقد العلماء لسنوات أنها تعود لمحارب ذكر بسبب طريقة دفنه و الأسلحة و الحصان الذي وجدوه مدفونا في جانبه . و في سنة 2016 قام مجموعة من الباحثين في كل من جامعتي ستوكهولم و أبسالا بالسويد بإعادة تقييم الإكتشاف، و بإستخدام الإختبار الجيني لم يجدوا الكروموسوم Y في خلايا العظام، ممَّا يؤكد على أن محرب بيركا هو محاربة في الأصل . هذا الكشف استطاع تحدي الإفتراضات السابقة و جدد أهمية التفكير في دور الجِنسَين خلال عصر الفايكينجز .

محاربة بيركا

من خلال جميع النقاط التي تطرقنا لها يبدو لنا جلياً أن صانع السلسة حاول الحفاظ على مطابقة نصِّه للأحداث التاريخية، و يعقب مايكل هيرست على هذا الأمر :

 "ان كل شيء في السلسلة مبني على أحداث تاريخية فهي تعتمد على أبحاثي في الملاحم و التاريخ و لدي مستشارون تاريخيون لمساعدتي، على أي حال أنا لا أكتب فيلما وثائقيا حيث كل شيء مبني على حقائق تاريخية و سأقول فقط أن مسلسل فاكينجز هو ثاني أكثر المسلسلات مشاهدة في إسكندنافيا و يرى أنه مطابق بشكل جميل للواقع ... أجريت حواراً مع رئيس الدراسات الإسكندنافية في جامعة هارفارد و قال لي هذه أول مرة تؤخد ثُقافتي بشكل معقول و ذكي، كما ذهبت لمتحف الفايكينجز بأوسلو و قال لي القيّم على المتحف أود فقط أن أشكرك، بسبب مسلسلك تضاعف عدد زوار المتحف .. لقد أعدت اجياء الإهتمام بتاريخنا"

----------------------
المصادر :

قصة ساديو ماني، من حالم فقير لأفضل اللاعبين في افريقيا و العالم

من طفل في قرية فقيرة بجنوب السنغال يحلم بأن يلعب في كأس العالم، الى واحد من أفضل اللاعبين في العالم ضمن فريق هو بطل للعالم، هذه قصة ساديو ماني الذي خاض رحلة انسانية و كروية شاقة اخدته من السينغال مرورا بفرنسا، النمسا ثم انجلترا . 


الطفولة و بداية الحلم

ولد ساديو ماني في الـ 10 من أبريل سنة 1992 . و ترعرع في قرية صغيرة تسمى "بومبالي" تابعة لجهة "سيديو" في جنوب السنغال . كانت أسرته فقيرةً بحيث لم تستطع تحمل تكاليف تربيته هو و باقي اخوته، لهذا قضى ماني معظم طفولته مع عمه . و خلال هذا الوقت بدأ اهتمامه بلعب كرة القدم رفقة أطفال قريتة . و لم يلتحق بالمدرسة لأن والديه لم يستطيعا تحمل تكاليف ذلك . لهذا فأن كرة القدم كانت تأخد كل وقته، بحيث كان يلعبها على مدار اليوم . 

الحدث الذي جعله يفكر في إحتراف كرة القدم، هو مشاهدته لما حققه منتخب السينغال خلال مشاركته الأولى في كأس العالم سنة 2002، بحيث هزم حامل اللقب منتخب فرنسا في دور المجموعات ثم أطاح بمنتخب السويد في ثمن النهائي ليصل للدورالربع قبل أن يخرج على يد منتخب تركيا بهدف ذهبي في الوقت الإضافي . حفزه هذا على التفكير في كرة القدم بجدية كبيرة . في الأول لم يكن والداه موافقان على خططه، بحيث كانا يريدان له أن يتبع خطا والده و يصبح إماما، الا أن ماني كان مصمما على مواصلة حلمه، و يَحكي أنه في عمر الخامسة العشرة سافر سرا لداكار باحثا عن حلمه، قبل أن يجدوه بعدها بأسبوع و يعيدوه للقرية . 

بداية المسيرة

في سنة 2009 أقنع أسرته بأن تسمح له للذهاب لمدينة "امبور" و هي مدينة كرة القدم بالسنغال، و ذلك ليبحث له عن فرصة، و قد أفلحت رحلته بحيث تم استقطابه من طرف أحد المنقبين لإجتياز اختبارات الأداء في أكاديمية "جينيراسيون فوت" بداكار . و هي مدرسة كرة قدم معروفة بتصديرها للاعبين موهوبين الى الدوريات الأوروبية . 

و بمساعدة من عمه الذي قدم له كل الدعم في بداياته، و أسرته التي باعت محصولها الزراعي لدفع تكاليف انتقاله، و جميع سكان قريته الذين قدموا كل ما يقدرون عليه لمساعدة ماني الصغير، انتقل الى داكار و استقر في بيت عائلة كان عمه على معرفة بها . 

و في يوم الإختبار قابل ماني رجلا يبدوا أنه واحد من المدربين في الأكاديمية و الذي سأله : "هل أنت هنا من أجل الإختبار" فرد ماني بالإيجاب، ثم قال له الرجل : "كيف ستجري الإختبار بهذا الحذاء المهترئ، و كذلك بهذا القميص ؟ ألا تملك قميصا مناسبا لكرة القدم ؟" فأخبره ماني بأنه هنا فقط ليلعب كرة القدم و قد جاء بأفضل ما يملك . و عندما دخل لأرضية الميدان قدم أداء مميز، و بعد نهاية الإختبار جاء اليه ذلك المدرب و عليه علامة الدهشة مخبرا اياه أنه يريده في فريق الأكاديمية . 

الإنتقال لأوروبا و صعوبة التأقلم

في خريف 2011 و بعد موسمين مع "جينيراسيون فوت" سجل خلالهما 131 هدف في 90 مباراة و ساهم خلالهما بصعود النادي للدرجة الثانية في الدوري السينغالي، خطف ماني أنظار بعض كشافي المواهب الفرنسيين و الذين اقنعوه بالانتقال الى فرنسا من بوابة نادي ميتز الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثانية الفرنسي . 
ساديو ماني رفقة نادي ميتز الفرنسي
عند انتقاله لفرنسا كان في التاسعة عشرة من عمره ، و لم تعلم عائلته بانتقاله حتى استقر في فرنسا، بحيث أن أول من اتصل به كانت والدته التي لم تصدق ماني عندما أخبرها أنه في فرنسا و ظلت تسأله أي فرنسا ؟ ثم أخبرها أنها فرنسا التي في أوروبا و مع ذلك ظلت تتصل به، حتى أخبرها أن تشاهد احدى مباريات فريقه، و عندها اقتنعت كليا . 

وهناك واجه صعوبات كبيرة في التأقلم و عان من اصابة أبعدته عن الملاعب لمدة، و لم يلعب سوى 19 مباراة سجل فيها هدفا وحيدا . لينتهي الموسم بهبوط نادي ميتز للقسم الثالث . لكن في صيف نفس السنة أظهر ماني مستوى عالي رفقة منتخب السينغال الأولمبي، خلال اولمبياد لندن 2012، ليشد له الأنظار من جديد و هذه المرة كانت الوجهة نادي ريدبول زالسبورج النمساوي . و قدرت الصفقة بـ 4 مليون يورو و كانت ثالث أكبر صفقة يقوم بها نادي ميتز الفرنسي . 

تجربة موفقة في النمسا

في السابع و العشرين من أكتوبر سنة 2012 سجل ماني أول هاتريك له في مسيرته الإحترافية، و في الموسم التالي لعب مباراته الأوروبية الأولى و كانت في مواجهة فينربهشة التركي في الدور التمهيدي من دوري الأبطال و بعدها وصوله رفقة زالسبورج لدور الستة عشر من الدوري الأوروبي . خلال موسمين سجل ماني 45 هدف خلال 87 مشاركة له مع زالسبورج، و عنها بدأ يفكرفي تجربة في احدى الدوريات الخمس الكبرى و هذا ما دفعه للظغط على ادارة زالسبورج لتوافق على انتقاله . و في الأخير تحقق مبتغاه و انتقل في الأول من سبتمبر 2014 لنادي ساومثهامبتون الانجليزي بصفقة وصلت لـ 15 مليون يورو . 
ساديو ماني رفقة نادي ريدبول زالسبورغ

حلم اللعب في الدوري الإنجليزي أصبح حقيقة

أول مباراة لماني مع فريقه الجديد كانت ضد أرسنال في كأس الرابطة و الذي انتهى بفوز ساوثهامبتون 2 لـ 1 . أما أول ظهور له في البريمرليج فكان في مبارة هزم فيها ساوثهامبتون نادي كوينز بارك . أول هدف له في انجلترا سجله خلال مواجهة ستوك سيتي . بعدها واصل هوايته في تسجيل الأهداف و سجل في ثلاث مباريات متتالية كانت على كل من كريستال بالاس، تشيلسي و أرسنال قبل أن يسجل أول هاتريك له في وقت قياسي قدر بدقيقتين و 56 ثانية أمام أستون فيلا . و أقرب رقم له كان للاعب ليفربول السابق روبي فاولر بـ 4 دقائق و 33 ثانية . أما أولى مشاركاته الأوروبية رفقة ساوثهامبتون فكانت في الـ 30 من يوليو سنة 2015 في الدور الثالث من الدوري الأوروبي أمام فيتيس ارنهايم الهولندي، و سجل أول أهدافه في مباراة العودة في السادس من اغسطس . ثم واصل هوايته التهديفية و انهى موسم 2015 – 2016 كهداف لنادي ساوثهامبتون بـ 15 هدفا . 
ساديو ماني رفقة نادي ساوثهامبتون

الإنتقال لنادي ليفربول و بداية الهيمنة

هذا الظهور المميز و الأداء الجيد جذب اليه انتباه يورجن كلوب مدرب ليفربول، و الذي حاول التعاقد معه سابقا عندما كان يتولى الإدارة التقنية لدورتموند . في الأخير تمت الصفقة في صيف 2016 بمقابل 36 مليون يورو ليصبح انذاك ثاني أغلى لاعب في تاريخ ليفربول بعد أندي كارول، و أغلى لاعب افريقي في تاريخ كرة القدم . 
ساديو ماني بعد توقيعه لنادي ليفربول
أول ظهور له مع ليفربول كان في مواجهة أرسنال و التي انتهت بـالفوز 4 – 3 ، و ساهم فيها ماني بهدف الفوز . ثم جاء هدفه الثاني في الوقت بدل الضائع أمام ايفرتون خلال ديربي المارسيسايد و الذي انتهى لصالح ليفربول بـ 1 – 0 . في أول مباراة للفريق مع بداية 2017 سجل هدفين أمام توتنهام . ليواصل رحلته التهديفية مختتما الموسم بـ 13 هدف و ضمن التشكيلة المثالية في البريمرليج و أفضل لاعب في ليفربول خلال موسم 2016 - 2017 . 

في الموسم التالي أصبح ماني جزءا من رباعي هجوم ليفربول الخارق و الذي ضم كذلك محمد صلاح، فيرمينيو و كوتينيو ، قبل أن يتحول لثلاثي بعد مغادرة هذا الأخير قلعة الريدز باتجاه برشلونة في منتصف الموسم . سجل ماني أول هاتريك له مع ليفربول خلال مواجهة خارج الديار أمام بورتو في دور الثمن، من دوري أبطال أوروبا، هذا اللقاء الذي انتهى بـخماسية نضيفة لصالح الريدز. بأدائه المميز رفقة زملائه تمكنوا من بلوغ نهائي دوري الأبطال، و الذي خسروه أمام ريال مدريد، و خلال هذه المباراة سجل ماني هدفا وحيدا للريدز ليصبح أول لاعب سينغالي يسجل في نهائي لدوري الأبطال . 

خلال شهر نوفمبر من سنة 2018 مدد ماني عقده مع ليفربول، و بحلول مارس من سنة 2019 سجل هدفه الخمسون رفقة الريدز خلال مواجهة بيرنلي . بعدها بثلاثة أيام سجل هدفين أمام بايرن ميونيخ في دوري الأبطال، ليساهم في تأهل فريقه لربع النهائي . و في آخر مباراة له في البريمرليخ خلال موسم 2018 – 2019 سجل هدفي الفوز امام وولفرهامبتون . لينهي الموسم بـ 22 هدف و واحدا من الثلاثة الذين تقاسموا الحذاء الدهبي لأفضل هداف في الدوري الانجليزي . خلال المباراة النهائية لدوري الأبطال و التي جمعت ليفربول بتوتنهام ساهم ماني في تحقيق ضربة الجزاء التي حولها محمد صلاح لهدف تقدم الريدز، قبل أن يختم اوريغي المباراة بهدف ثاني قرب نهاية اللقاء . ليصبح الفريق بطلا جديدا لأوروبا منهيا هيمنة ريال مدريد . 
ساديو ماني يحقق دوري الأبطال رفقة نادي ليفربول
و خلال الموسم الحالي حقق ماني رفقة ليفربول كأس السوبر الأوروبي و كأس العالم للأندية و صدارة للدوري الإنجليزي يأمل كل مشجع للريدز أن تتحول للقب تاريخي طال انتظاره . و حتى اللحظة سجل ماني 11 هدفا في الدوري و هدفين في دوري الأبطال . 

ماني رفقة منتخب السنغال

أول مشاركة دولية لماني كانت في الألعاب الأولمبية سنة 2012، و التي وصل فيها منتخب السنغال لدور الربع . ثم لعب في كأس افريقيا 2015 بغينيا الإستوائية ثم 2017 في الغابون و وصل مع أسود التيرانغا لربع النهائي قبل أن يخرجوا من المنافسة بعد ركلات الترجيح أمام الكامرون . خلال هذا اللقاء ضيع ماني ركلة جزاء، تسببت في استياء كبير دفع بعضا من الجماهير السينغالية الى الهجوم على منزل عائلة ماني و تخريب بعض ممتلكاتها . 
ساديو ماني رفقة منتخب السينغال
ثم قاد منتخب السينغال في كأس العالم 2018 ، و خرجوا منه من الدور الأول بعد مباراة مثيرة أمام اليابان انتهت بالتعادل بالأهداف و النقاط ليعبر منتخب اليابان للدور التالي بسبب الإحتكام للعب النظيف . و في صيف 2019 عاد ماني مع منتخب السنغال لكأس افريقيا وواصل رحلته هذه المرة حتى النهائي الذي خسروه بهدف وحيد أمام الجزائر . لعب ماني حتى اللحظة 69 مباراة للسينغال سجل خلالها 19 هدفاً . 

ماني المتواضع و الإنسان الكريم

لا يُعرف الكثير عن حياة ماني الخاصة بحيث يركز بشكل كبير على كرة القدم و يتحاشى التحدث بالأمور الخاصة أمام الإعلام، و ما نعرفه هو أنه لاعب متواضع و مسلم مجد في واجباته الدينية . 

ساهم ساديو ماني بجزء كبير من ثروته التي تقدر بـ 8 مليون دولار في الأعمال الخيرية، بحيث بنا مسجدا و مدرسة بمواصفات حديثة في قريته بامبالي، و هو حاليا يعمل على بناء مستشفى كبير في جنوب السنغال . 

و قد أحدثت صورة في الأيام الأخيرة ضجة كبيرة في مواقع التواصل الإجتماعي بحيث ظهر ساديو ماني قبل مباراة ليفربول أمام ليستر و هو يحمل هاتفا بشاشة مكسورة و هو غير مبالي بذلك، بحيث رأى فيها المتابعون بساطة و تواضعاً من اللاعب الذي على ما يظهر يركز على كرة القدم و لا يلقي بالاً بالشكليات . 
الصورة موضوع الضجة

ساديو ماني بلاشك هو مثال على الطفل الطموح و اللاعب المجد و الإنسان الكريم . فإن كان لك حلم تمسك به و تابر حتى تحقق مبتغاك و ان تمكنت من ذلك كن كريما و ساعد من هم في حاجة ليد العون لكي يقوموا هم كذلك بالمثل . فهذه ببساطة قصة كل انسان ناجح .

--------------
المصادر : 1 ، 2 ، 3

كيليان مورفي الممثل العبقري خلف شخصية توماس شيلبي


ولد كيليان مورفي "Cillian Morphy" في الخامس و العشرين من مايو سنة 1976 بمدينة "كورك" الأيرندية، و هو الأكبر بين اخوته الثلاثة . كان والده يشتغل في قطاع التعليم أما أمه فكانت معلمة للغة الفرنسية. بدأ كيليان يتعلم الموسيقى و كتابة الأغاني منذ سن العاشرة. تلقى تعليمه الثانوي بمدرسة كاثوليكية محلية و فيها بدأ اهتمامه بالتمثيل، بعد مشاركته في احدى المسرحيات المدرسية . و قد وصف كيليان الأمر بالتجربة عالية النشوة . و لإعجابه بأدائه الجيد نصحه مدرسه "وليام وال" و الذي كان روائيا و شاعرا، بالإستمرار في التمثيل . 


في أواخر سن المراهقة و بداية العشرينات كان كيليان مهتما بشكل كبير بالموسيقى، حيث كان يلعب الغيتار رفقة أخيه و قد أسسا فرقتهم الخاصة و أسموها "The Sons of Mr. Greengenes"، و كانو على خطوة من توقيع عقد مع أحد شركات توزيع الموسيقى، و لم يتحقق ذلك بسبب كون أخيه لا يزال في المدرسة الثانوية اضافة لأن شركة التوزيع لم تكن سخية بما يكفي . و يعلق كيليان على هذا الموضوع بأنه جد سعيد لعدم توقيع ذلك العقد، بسبب الإرتباط الإلتزامي الذي كان سينشأ عنه . 

التحق كيليان بجامعة كورك ليدرس الحقوق، لكنه لم يكمل سنته الأولى بسبب عدم حبه للمجال، و كذلك لإهتمامه في تلك الفترة بالغناء . و بعد أن شهد مراحل انتاج أحد الأفلام الايرندية ، عاد اليه اهتمامه بالتمثيل ليشارك بعدها في عدد من الأعمال المسرحية المحلية و شارك أيضا في الفيلم الكوميدي الأيرلندي الأمريكي Des Bishop

و حسب ما قال عن تجاربه الأولى فإن دافعه الأول من التمثيل كان للإحتفال و التعرف على الفتيات، و ليس لبداية مشوار فني. 

بعد خروجه من الجامعة التحق كيليان بشركة انتاج مسرحية في مدينة كورك تدعى "كوركادوركا"، و لعب دور بارزا في مسرحية "disco pigs" الى جانب العديد من المسرحيات الأخرى . تلى ذلك أدوار عديدة، بما فيها فيلم مقتبس عن مسرحية "Disco Pigs" سنة 2001 . قبل أن يأتي الدور الذي سيوصله للعالمية و كان في فيلم داني بويل " 28 Days Later" سنة 2002، و الذي حضي بإهتمام عالمي كبير، و بسبب دوره في هذا الفيلم تم ترشيحه من طرف "The Empire Awards" كأفضل ممثل صاعد . 

صورة من فلم 28 Days Later

بعد ذلك شارك في مجموعة من الأفلام الكبرى على غرار "Cold Mountain" و "Girl with a Pearl Earring" سنة 2003 . ثم تلى ذلك أدوار شريرة على غرار جوناثان كراين الطبيب النفسي المجنون في "باتمان البدايات" سنة 2005 و دور جاكسون ريبنير في فيلم "Red Eye" في نفس السنة . هذان الدوران جعلا النقاد يصفونه بالشرير المثالي . و في نفس السنة ظهر رفقة ليام نيسون في فيلم "Breakfast on Pluto" . و على الرغم من أن الفيلم لم يحقق نجاحا كبيرا الا أن كيليان مورفي ترشح لجائزة غولدن غلوب لأفضل ممثل في دور كوميدي أو موسيقي، و حاز جائزة أفضل ممثل ايرندي و التي تقدمها أكاديمية السينما و التلفزيون الأيرندية . 

في سنة 2006 لعب كيليان مورفي دورا بارزا في فيلم "The Wind that Shakes the Barley" و الذي يتحدث عن حرب الإستقلال الأيرندية . و حصل هذا العمل على النخلة الذهبية في مهرجان كان السينمائي سنة 2006 . في سنة 2007 شارك في بطولة فيلم الخيال العلمي "Sunshine" و الذي يتحدث عن مهمة لإعادة احياء الشمس بعد أن أوشكت على الخمود . و في سنة 2008 عاد لمواصلة رحلته مع كريس نولان في تكملة لسلسة باتمان في "The Dark Knight"، هذا الجزء الذي حقق نجاحاً كبيراً. و مع نفس المخرج شارك كيليان مورفي رفقة ليوناردو ديكابريو في الفلم التحفة "Inception" سنة 2010 و بعدها "Dark Knight Rises" أخر أجزاء ثلاثية باتمان . كما شارك في فيلم كريس نولان الأخير "دانكيرك" و الذي عرض سنة 2017 . 

كيليان مورفي رفقة كريستوفر نولان

كما كان حاضرا في العديد من الأعمال الأخرى سواء ذات الميزانية العالية على غرار "Transcendance" سنة 2014 و " In The Heart of the Sea" سنة 2015 و كذلك الأفلام المستقلة مثل "Broken" و "Red Lights" رفقة "روبرت دي نيرو" سنة 2012 و غيرها العديد من الأفلام الأخرى . 

لكن أهم دور اشتهر به كيليان مورفي بين الجمهور كان تأديته لشخصية توماس شيلبي في المسلسل الأيقوني بيكي بلايندرز "Peaky Blinders" . و كان قد بدأ عرض هذا المسلسل في سنة 2013 و لازال قائما الى اليوم، بحيث ينتظر اطلاق جزءه الخامس قريبا . و يحكي المسلسل قصة عصابة محلية في بداية عشرينات القرن الماضي بمدينة بيرمنغهام، تقودها عائلة شيلبي و يتزعمها توماس و الذي يؤدي دوره كيليان مورفي . و أبدى كيليان مورفي حماسه للمسلسل في كثير من اللقاءات الصحفية، و عبر عن مدى اقتناعه و اعجابه بشخصية توماس شيلبي . و قد حقق مسلسل بيكي بلايندرز الى اليوم نجاحا هائلا و تقييمات ايجابية من طرف النقاد .


---------------------------------------
---------------------------------------

تزوج كيليان مورفي من صديقته "Yvonne McGuiness" سنة 2004، و التي التقا بها سنة 1996 في احدى حفلاته الموسيقية . و يعيش الزوجان حاليا رفقة طفليهما في ايرندا .
 لازال كيليان مهتما بالموسيقى و كتابة الأغاني و التي يؤديها فقط في بعض المناسبات مع أصدقائه و العائلة . كان كيليان مورفي نباتيا لفترة طويلة من حياته، و الدافع من ذلك ليس معارضة قتل الحيوانات بل معارضته للممارسات الزراعية التجارية الغير صحية . و قد بدأ يأكل اللحوم مجددا خلال عمله في مسلسل بيكي بلايندرز . اضافة لذلك هو من المواضبين على الجري و تمارين اللياقة البدنية . و يفضل البقاء قريبا من عائلته و يرفض فكرة الإنتقال للعيش في هوليوود، اضافة لرفضه فكرة التحدث عن حياته الشخصية أمام الجمهور . و كان قد بدأ الظهور في اللقاءات التلفزيونية حتى سنة 2010 عندما حل ضيفا على أحد البرامج الأيرندية .

كيليان مورفي و عائلته


المصدر : 1 2

حياة معمر القذافي بين الثائر الشاب و الدكتاتور العجوز

من طفل فتح عينينه في الصحراء على بلد يحتله الطُليان، ثم ضابط طموح تحفزه فكرة القومية العربية و ينبذ الإمبريالية الغربية، الى مؤسس و حاكم للجماهيرية الليبية، هذه لن تكون الا سيرة لرجل واحد هو معمر القذافي الذي حكم ليبيا لأكثر من 40 سنة، فاجئ العالم خلالها بمواقفه الغريبة و تصرفاته المثيـــــرة للجدل .


وُلد معمر محمد ابو منيار القذافي في السابع من يونيو سنة 1942 بمدينة سرت غربي ليبيا . و نشأ في خيمة بدوية، مع عائلته التي تنتمي لقبيلة القذاذفة . و حين وُلد كانت ليبيا لا تزال مستعمرة ايطالية قبل أن يشهد استقلالها سنة 1951 . في شبابه تأثر القذافي بالحركة القومية العربية و لم يخفي اعجابه بالرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر . بعد فترة قصيرة درس خلالها التاريخ بجامعة بنغازي، توجه القذافي سنة 1963 للكلية الحربية بنفس المدينة . و بعد تخرجه أمضى 9 شهور من التدريب العسكري في المملكة المتحدة .

تسلق القذافي بثبات عبر المراتب العسكرية. و بسبب سخطه المتنامي على النظام الملكي الليبي، تورط مع مجموعة من الضباط في حركة للإنقلاب على الملك ادريس السنوسي، الذي كان يعتبره امتداد للإمبريالية الغربية . بسبب مهارته و كاريزمته الفريدة أصبح القذافي قائدا لهذه المجموعة . و في الفاتح من شتنبر سنة 1969 استغلوا غياب الملك الذي كان في تركيا لأغراض صحية، للسيطرة على المنشأت الإستراتيجية . لينتهي اليوم بإعلان نجاح الإنقلاب أو ثورة الفاتح كما أحب القذافي أن يسميها . بعدها عين نفسه عقيدا و قائدا عاما للقوات المسلحة، و رئيسا لمجلس الثورة . ليصبح معمر القذافي في سن الـ 27 الحاكم الأوحد لليبيا .

أول ما قام به القذافي بعد توليه السلطة هو اغلاق القواعد العسكرية البريطانية و الأمريكية في ليبيا . و طالب شركات البترول الأجنبية بحصة كبيرة من عائدات النفط . و قد عاد تأميم العديد من الشركات بنتائج اقتصادية مهمة على ليبيا، حيث استمر الناتح المحلي الخام و الدخل الفردي في الإرتفاع حتى نهاية السبعينات . كما عوض التقويم المسيحي بالتقويم الإسلامي، و منع بيع الكحول داخل البلاد . في سنة 1970 طرد من تبقى من الإيطاليين في ليبيا تأكيدا لرؤيته حول الصراع بين القومية العربية و الإمبريالية الغربية . و في سنة 1973 جاء بالنظرية العالمية الثالثة و التي تنبذ الإمبريالية التي يمارسها العالم الغربي و المعسكر الشيوعي و دعا للوحدة القومية . و كان معارضا للصهيونية و اسرائيل، كما طرد الجالية اليهودية أيضا .

بعد شعوره بالتهديد اثر تعرضه لمحاولة انقلاب قام بها أحد زملائه، في ديسمبر 1969، أضاف القذافي للقانون الليبي جريمة المعارضة السياسية . و مع الوقت أصبحت دائرة المقربين منه تتقلص، لتصبح السلطة مركزة عنده و فئة صغيرة ممن يثق بهم . أما رجال مخابراته فقد كانوا منتشرين حول العالم لإسكات الأفواه المنفية التي كانت معارضة لنظامه . 

في أيامه الأولى بحث القذافي لليبيا عن هوية شرقية بعيدا عن بقايا الإستعمار الغربي، فكان انفتاحه الأكبر نحو الشرق الأوسط و افريقيا. و أقحم الجيوش الليبية في صراعات عديدة بالمنطقة بما في ذلك مصر ،السودان و الحرب الأهلية الدموية في التشاد . 

في منتصف السبعينات نشر القذافي الجزء الأول من كتابه الأخضر الشهير، و هو عبارة عن دليل لفلسفته السياسية . يصف في ثلاث أجزاء من الكتاب مشاكل اليبرالية الديموقراطية و الرأسمالية، ثم يقدم سياسات قادرة على علاج هذه المشاكل . و في سنة 1977 حل الجمهورية العربية الليبية ليشكل الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية . و جعل من الخلفية الخضراء علماَ جديدا للبلد . 

دائما ما ادعى القذافي أن ليبيا تفخر باللجان الشعبية و المِلكية المشتركة، لكن في الواقع هذا بعيد عن الصحة . كان القذافي يحتكر المناصب الحساسة له و لعائلته و المقربين منه، و تسبب هذا الفساد و الحملات القمعية ضد أي نوع من التنظيم المدني، في تدني مستويات المعيشة لدى فئة كبيرة من الليبيين . في تلك الأثناء كان القذافي و مقربيه يحشدون ثروات هائلة من عوائد النفط بينما كان النظام يقتل من يعتبرهم منشقين . 

الى جانب معارضة سياساته الداخلية، كان القذافي يلام حتى من المجتمع الدولي . حيث تورطت الحكومة الليبية في تمويل و حماية العديد من الجماعات الإرهابية بما في ذلك الجيش الجمهوري الأيرلندي، الشيء الذي تسبب في قطع العلاقات الديبلوماسية بين ليبيا و العديد من الدول على مر السنوات . ووصلت ردود الفعل الى قصف مناطق ليبية، بما في ذلك مقر سكنى القذافي بطرابلس، من طرف القوات الأمريكية سنة 1986 . لكن أشهر العمليات الإرهابية التي ارتبطت بليبيا هي تفجير طائرة ركاب فوق مدينة لوكربي الاسكتلندية سنة 1988 مما أدى لوفاة 259 شخصا . 

مع بداية التسعينات و زيادة الإنتقادات الموجهة لنظامه من طرف الجماعات السلفية، بدأ القذافي يحسن علاقاته مع الغرب، عبر مشاركة معلومات مع المخابرات الأمريكية و البريطانية . و في سنة 1994 تمكن نيلسون منديلا من اقناعه بتسليم منفذي عملية لوكربي . و لم يمضي وقت طويل حتى أصلح علاقاته مع الغرب على عدة مستويات. فصار مرحبا به في العواصم الأوروبية، و أصبح من أقرب الأصدقاء لرئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني. 

في 2001، خففت هيئة الأمم المتحدة من العقوبات المفروضة على ليبيا، كما عادت شركات النفط الأجنبية، للإسثتمار في الحقول الليبية بعقود أكثر تحفيزا. التدفق الهائل للأموال الذي خلفه تحسين العلاقات مع الغرب، جعل القذافي و دوائره يزدادون غنى . هذا ما أدى لزيادة الهوة بين الأغنياء و الفقراء و بشر بانتفاضة وشيكة .

بعد أكثر من 40 سنة من الحكم، لم يستطع القذافي الصمود في وجه الجماهير الغاضبة . فالربيع العربي الذي انطلق من تونس بثورة اسقطت زين العابدين، مرورا بمصر و نهاية عصر مبارك، حط الرحال ببنغازي في شهر فبراير 2011 ثم انشر في كل انحاء ليبيا . على عكس سابقيه لم يستسلم القذافي بسهولة . فبعد فشل محاولاته الإعلامية و خطاباته المثيرة التي وصف فيها المتظاهرين بالعملاء و الإرهابيين و مدمني المخدرات، استخدم القوة في مواجهة الحشود، ليَسقط المئات من المتظاهرين ضحايا لرصاص الشرطة و قوات من المرتزقة . هذا ما أدى للمطالبة بإسقاطه عاجلا . في هذه الفترة بالذات تأسس المجلس الإنتقالي الليبي الذي حصل بسرعه على دعم الكثير من الدول . و مع نهاية شهر مارس 2011، بدأ حلف الناتو بتقديم المساعدة للثوار في شكل ضربات جوية. و استمر هذا التدخل لـ 6 أشهر و أسفر عن مقتل احد أبناء معمر القذافي . و في أغسطس 2011 تمكن الثوار من السيطرة على آخر معاقل أنصار القذافي، العاصمة طرابلس . في الـ 20 من أكتوبر من نفس السنة، أُعلن عن وفاة معمر القذافي قرب مسقط رأسه مدينة سرت، كما تم تداول شريط فيديو له قبل وفاته بلحظات .

خلال حياته تزوج القذافي مرتين، الأولى كان اسمها فتيحة النوري و رزق منها بولد قبل أن ينفصلا سنة 1970 . ليتزوج بعدها بصافية فَركش التي انجبت منه 7 أبناء، و تبنوا ابنين بعد ذلك . 

خلال الأربعين سنة التي قضاها في الحكم، كانت صور القذافي في كل مكان من ليبيا، على الطوابع البريدية، الساعات و الأدوات المدرسية . كما انتشرت مقتطفات من كتابه الأخضر في الشوارع و المطارات . و كان يَعتبر هذا دليلا على حب الليبيين له . 

من عاداته الغريبة أيضا ايقاف كامل الحركة الجوية داخل ليبيا عندما تُقلع طائرته . و في رحلاته لدول أخرى كان يرتدي أزيائه الغريبة و يأخد معه خيمته المضادة للرصاص حفاظا منه على تقاليده البدوية . و كان يرافقه فريق خاص من الحارسات الشخصيات، و يعتني به و عائلته ممرضات اوكرانيات . 

و لعل أطرف ما قد تلاحظه هو خطاباته الغريبة سواء في القمم العربية أو خلال اجتماعات الأمانة العامة للأمم المتحدة . آخر شيء كان يفكر فيه هو احترام البروتوكولات المعمول بها . و دائما ما كان يسترسل في الحديث غير مبالي بالحيز الزمني، ووصل به الأمر الى رمي ميثاق الأمم المتحدة و التأكيد على عدم صلاحيته و ضرورة استبداله بالكتاب الأبيض، و هو أحد انتاجاته الفكرية . اطلق على نفسه العديد من الألقاب أبرزها قائد الثورة، رئيس الإتحاد الإفريقي، ملك ملوك افريقيا، امام المسلمين، و غيرها العديد . لكن لم يشفع له أي منها عندما استفاق الشعب الليبي، و أحس بضرورة التغيير . هذا التغيير الذي نتمنى أن يكون للأفضل و يجعل من ليبيا نموذجا ناجحا تقتدي به باقي الشعوب، لا فزاعة يتم استخدامها لإمتصاص حماس الجماهير.

-------------------------
المصادر: 1 2 3


بابلو اسكوبار، قصة بارون المخدرات الأشهر على الإطلاق


من منا لا يعرف بابلو اسكوبار، بارون المخدرات الأشهر على الإطلاق . كيف لا و هو الذي لا يفارق اسمه لفظة كوكايين، و ربما البعض يتذكرونه بمجرد ذكر دولة كولومبيا . 
في هذه الحلقة من سلسلة "من هو ؟" سنتعرف على حياة هذا الرجل الحافلة بالأحداث، و اللحظات الحاسمة، و الكميات الهائلة من الكوكايين التي وصلت لجميع دول المنطقة . 



الطفولة 

ولد بابلو ايميليو اسكوبار غافيريا، في الأول من ديسمبر سنة 1949 بـمدينة "ريو نغرو" الكولومبية . والده أبيل دي خيسوس داري اسكوبار كان فلاحا، و أمه هيرميلدا كافيريا كانت معلمة في مدرسة ابتدائية . 
بدأت شخصيته الإجرامية بالظهور منذ صغره، حيث كان يسرق شواهد القبور ليعيد بيعها . و خلال مرحلة شبابه ارتاد الجامعة لفترة قصيرة . 

الشباب 

في العشرينات من العمر قام بابلو بالعديد من الأعمال الإجرامية، كبيع أوراق اليانصيب المزورة، السجائر المهربة و سرقة السيارات. و اشتغل أيضا حارسا شخصيا . حتى أنه حصّل فدية قدرها 100 ألف دولار بعد خطفه لأحد نواب مدينة ميديلين . 

الكوكايين 

بدأ اسكوبار استثماره في الكوكايين سنة 1975، عبر ارسال و ربما قيادة طائرات محملة بهذا المخدر، الى الولايات المتحدة الأمريكية. 

و في أحد الكتب مجهولة المؤلف التي ظهرت في كولومبيا سنة 1989، يحكي بابلو عن بداياته : "كيف بدأت ؟ كنت شابا لديه طموح و رغبة في الحياة . لم اكن اعرف شيئا عن تهريب المخدرات . قبل أن أقابل شابا أمريكيا في أحد ملاهي ميديلين و كان يملك طائرة خاصة . و أراد شراء الكوكايين . فيما بعد أخدت قراري . ووضعته على اتصال مع متخصصين . منذ تلك اللحظة وجدت نفسي مرتبطا بحبل هذه التجارة، و التي تعرفت عبرها على العديد من الأصدقاء. بدأنا ببيع الكوكايين لهذا الطيار الأمريكي، الذي كان يأتي لكولومبيا بطائرته الأمريكية و يدفع نقدا بالدولار. للوهلة الأولى بدا لي هذا العمل سهلا، قليل المخاطر و مربح للغاية . كما أنه لم يتطلب قتل الناس، ففي تلك الفترة لم يكن يظهر على الصفحات الأولى للجرائد .. و في داخلي ، وجدت هذا العمل طبيعي للغاية " 

و يعتقد أن بابلو اسكوبار المسؤول عن اغتيال اكبر مهربي مدينة ميديلين انذاك "فابيو ريستريبو"، ليستلم أعماله و يزيد من سمعة المدينة . تم القبض على اسكوبار في مايو 1975، لكنه أرشى الشرطة التي أطلقت سراحه و أغلقت القضية . و بعدها صارت رشوة و قتل المسؤولين الأمنيين عادة يومية لديه تحت مسمى "مال أو رصاص" .


في سن السادسة و العشرين تزوج بابلو من ماريا فيكتوريا ايناو ذات الخمسة عشر سنة و التي خلّف منها ابنين خوان بابلو و مانويلا . و سكنت العائلة في منزل فاخر، أطلقوا عليه اسم "مزرعة نابولي" . 

مع زيادة الطلب على الكوكايين في الولايات المتحدة، بدأ بابلو ينشأ شبكات نقل في جنوب كل من فلوريدا و كاليفورنيا و أجزاء أخرى من أمريكا . هو و شريكه كارلوس ليدير، اشتروا أجزاء كبيرة من جزيرة نورمان كاي في الباهاماس. و عليها بنوا مهبط طائرات، منه تقلع كميات كبيرة من الكوكايين تقدر بـ 70 الى 80 طن شهريا، في طريقها الى الولايات المتحدة . و مكنه هذا من التحكم في أغلب المخدرات التي تدخل الولايات المتحدة، بويرتو ريكو، فينزويلا، جمهورية الدومينيكان، المكسيك و اسبانيا . 

هوسه بالقتل 

و تسبب اسكوبار في قتل الألاف من الأشخاص، بيما في ذلك رجال الشرطة و موظفي الدولة . و بيديه قتل حوالي 100 شخص، و هو مسؤول عن اغتيال المرشح الرئاسي الكولومبي، لويس كارلوس غالان سنة 1989 . 

في أوج نشاطه حقق الكارتيل الذي يتزعمه بابلو اسكوبار أكثر من 60 مليون دولار في اليوم الواحد . و القيمة الصافية التي قُدرت في سنة 1989 وصلت لـ 3 مليار دولار. و خلال مرحلة حياته وصلت ثروة اسكوبار الشخصية لأكثر من 4 مليار دولار، بحيث صنفته مجلة فوربس كسابع أغنى رجل سنة 1987 . و من المفارقات الغريبة أنه كان يخسر كميات كبيرة من النقود بسبب التهام الجرذان لها . 

بالنسبة لسكان ميديلين اسكوبار كان رمزا للكرم، و هذا ما جعله محبوبا عندهم. فقد بنا الكنائس، المستشفيات، الملاعب الرياضية و المدارس. و مساعداته المتواصلة للمحتاجين جعلت سكان ميديلين يساعدنوه في الإختباء من الشرطة . كما مكنته من دخول البرلمان الكولومبي سنة 1982 . 

الفترة الدموية 

مع بداية التسعينات بدأت السلطات في ملاحقة عصابات المخذرات، هذا ما جعل بابلو يحارب من أجل فرض قوته عليها . فقد أعطى لرجاله مكافآت كبيرة مقابل قتل رجال الشرطة، هذا ما أدى لتصفية أكثر من 600 شرطي في بداية التسعينات . 

و عندما بدأت ادارة الرئيس الكولومبي سيزار غافيريا تضغط على عصابات المخدرات، استطاعت الجلوس و التفاوض مع اسكوبار . في مقابل عقوبة مخففة و معاملة مميزة وافق بابلو على دخول السجن . داخل سجنه الخاص و الفاخر الذي أسماه الكتدرائية، استطاع اسكوبار مواصلة أعماله . و هذا ما لم يرضي الحكومة التي حاولت وضعه في سجن آخر، لكنه هرب منهم في الـ 22 من يوليو سنة 1992 . 

النهاية 

بعد مدة طويلة و بحث شاق تمكّنت السُلطات الكولومبية بمساعدةٍ أمريكية من ايجاده في أحد الأحياء المتوسطة لمدينة ميديلين، بعد أن أطال الحديث في الهاتف مع عائلته . و بعد أن حاول الهرب، أصابته رصاصة في قدمه، و أخرى في الجذع ثم الأذن. لتنتهي حياته الحافلة بالأعمال الإجرامية في اليوم الثاني من ديسمبر سنة 1993، بعد يوم فقط من عيد ميلاده الـ 44 .

---------------------------------------
⚠ اقرأ أيضا : سيرة معمر القذافي بين الثائر الشاب و الديكتاتور العجوز
---------------------------------------


قائمة بـ 8 حقائق مثيرة عن أتيلا الهوني مُرعب الروم


يمكنك أن تشاهد المقال مصورا مصحوبا بالتعليق 

ما بين سنتي 434 و 453 للميلاد ، جيش الهون بقيادة الرهيب أتيلا خاض معارك شرسة ضد الجيوش الرومانية، كما اجتاح أقاليم جنوب البلقان، اليونان، بلاد الغال و إيطاليا . و على الرغم من سمعة أتيلا السيئة داخل الامبراطورية الرومانية كفاتح وحشي، لم يستطع الوصول لروما و لا حتى لللقسطنطينية، الا ان براعته و شراسته جعلت اسمه يتردد كثيرا عبر الزمن : فخلال الحرب العالمية الأولى، عندما حاولت بريطانيا القاء الضوء على وحشية و فساد أعدائها الألمان شبهتهم بالهون . و من بين كل القادة "البربريين" للعصر المتأخر للإمبراطورية الرومانية، يبقى أتيلا الهوني الإسم الأكثر شهرة . و الآن بعد أزيد من 1500 سنة على حياته الحافلة بالأحداث (و موته الغامض) اكتشف معنا في هذه القائمة 8 حقائق يجب أن تعرفها عن أتيلا، ملك الهون .

1
تلقى تربية خاصة

بعيدا عن الصورة النمطية للرجل المتوحش، البربري و الغير متعلم، وُلد أتيلا (تقريبا في بداية القرن الخامس بعد الميلاد) في عائلة هي الأقوى في شمال نهر الدانوب . عمَّاه، أوكتار"Octar" و روغيلا "Rugila" ، حكما امبراطورية الهون بالتشارك من أوائل سنوات 420 الى أواخر سنوات 430م . أتيلا و أخوه الأكبر بليدا "Bleda"، تلقيا دروسا في الرماية ، و المسايفة اضافة لركوب الخيل و كيفية الإعتناء بها . كما تكلما - و ربما استطاعا قراءة - كل من اللغة القوطية و اللاتينية، و تم تعليمهما فنون الحرب و التكتيكات الديبلوماسية، حيث أن الأخوين دائما ما يكونان حاضرين عندما يستقبل عماّهما سفراء الإمبراطورية الرومانية .


2
ما إن وصل أتيلا للحكم ، كان أول شيء فعله هوعقد سلام قصير الأجل مع الرومان

مع وفاة عمَّيه في سنة 434م ، أتيلا و أخوه الأكبر بليدا ورثا سيطرة مشتركة على امبراطورية الهون . و أولى خطواتهما كانت معاهدة مع الإمبراطورية الرومانية الشرقية، و بموجبها تعهد الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني "Theodosius II" بدفع 700 رطل (حوالي 320 كلغ) من الذهب كل سنة شرط السلام بين الهون و الرومان . لكن بعد سنوات قليلة ، ادعى أتيلا أن الرومان انتهكوا المعاهدة و قاد مجموعة من الهجمات المدمرة نحو المدن الرومانية الشرقية في سنة 441م . و مع ظهور اشارة الخطرو اقتراب الهون بـ 20 ميل من القسطنطينية، أُجبر ثيودوسيوس للرضوخ لمطالب الهون، و وافق على دفع ما مجموعه 2100 رطل من الذهب في السنة لأتيلا الرهيب .


3
قتل أخاه ليحتكر لنفسه القوة المطلقة

بعد معاهدة السلام التي أُبرمت في سنة 443م ، عاد الهون الى السهل الهنغاري العظيم . أما ما حدث في السنوات القليلة اللاحقة يبقى غامضاً من خلال المصادر الرومانية، لكن يبدوا واضحا أن أتيلا قرر تحدي أخاه بليدا من أجل احتكار السلطة على الإمبراطورية . الكاتب الروماني بريسكوس "Prescus"، الذي قدم ما يعتبر أكثر التقارير الرومانية موثوقية حول الهون، ادعى أنه في سنة 445 " تم اغتيال بليدا ملك الهون بسبب مؤامرة حاكها أخوه أتيلا " . بعد سنتين من قتله لبليدا ، قاد أتيلا هجمة جديدة على أراضي الإمبراطورية الرومانية الشرقية . و اقتحمها عن طريق البلقان الى اليونان، و لكن استطاع الرومان صد هذا الغزو في منطقة ثيرموبيلا "Thermopylae" التي شهدت معارك عديدة قبل ذلك و التي تقع بين الجبال و البحر، شمالي أثينا . و بعد التفاوض أبرموا معاهدة جديدة كانت أكثر قسوة من سابقتها على الرومان .


4
غزى بلاد الغال ليحصل لنفسه على زوجة

في ربيع 450م ، قامت هونوريا "Honoria"، الأخت الفاتنة لإمبراطور روما الغربية ، فالنتينيان الثالث "Valentinian III"، بإرسال خاتم لأتيلا تسأله أن يساعدها لأن أخاها أجبرها على الزواج من أحد أرستقراطيي روما رغما عنها . أتيلا الذي كان له عدة زوجات (عددهن غير معروف)، قَبِل اقتراح هونوريا كأنه عرض زواج . و أعلن أنها زوجته الجديدة و طالب بها و نصف الامبراطورية الرومانية الغربية ليقدمه كمهر لها . لكن هونوريا ادعت انها لم تقصد أي شيئ من هذا ، لكن شقيقها الذي كان غاضبا من مكيدة أخته، كان على استعداد لإرسالها عبر نهر الدانوب الى أتيلا . لكنه بعد كل هذا تراجع و سمح بزواجها من الأرستقراطي الروماني . أتيلا لم يستسلم ببساطة ، حيث سيقوم بشن هجمتين عسكريتين باسم هونوريا .


5
تكبد أتيلا هزيمته الأولى و الأخيرة في معركة السهول الكاتالونية "Battle of the Catalaunian Plains"

في سنة 451م و بمجموع 200.000 رجل من الهون، غزى أتيلا بلاد الغال . ولأنهم انتقلوا عبر الريف، تركوا خلفهم المذابح و الدمار، فيما شكَّل الرومان (بقيادة الجنرال فلافيوس أتيوس "Flavius Aetius" ) تحالفاً مع ثيودريك الأول "Theodric I" ملك القوط الغربيين . هذا الخليط القوطي الروماني من القوات واجه الهون في معركة حاسمة على سهول كاتالونيا ، انتهت بهزيمة قائد الهون في واحدة من أكثر الحروب دموية في التاريخ . قُتِل ثيودريك أثناء المعركة، في حين أخد أتيلا قواته و غادر بلاد الغال الى حين . أبداً لا ييْأس هذا الرجل ، حيث أنه بعد سنة من هذه المعركة سيعلن غزوه لإيطاليا .


6
رغم شهوته الأسطورية للذهب، كانت طريقة عيش أتيلا بسيطة و متواضعة

استنادا لما رواه بريسكوس "Priscus"، الذي زار مقر أتيلا في السهل الهنغاري العظيم خلال زيارة لسفراء الإمبراطورية الرومانية سنة 449م ، فإن ملك الهون قدَّم مأدبة فاخرة على شرف ضيوفه في صحون فضية" . أتيلا ، كما لاحظ بريسكوس ، كان يقدم الخدمة بنفسه بدون واسطة خدم . و يأكل اللحم على أطباق خشبية … كما أن كأسه مصنوع من خشب ، في حين يُضَيِّف في كؤوس من ذهب و فضة . و خلافا للخاضعين له الذين يتباهون بالذهب و الأحجار الكريمة على أحزمة أحصنتهم و كذا على أسلحتهم، كان رداء أتيلا بسيطا ما يهمه هو أن يكون نظيفا .


7
مات بطريقة فظيعة و محيرة ليلة زفافة

رغم وحشيته، طريقة موت أتيلا لم نكن لنتنبأ بها لمحارب و قائد عسكري عظيم . حتى في الوقت الذي كان يطالب فيه بهونوريا، قرر الزواج من جديد، كانت شابة جميلة تدعى ايلديكو "Ildico" . تزوج سنة 453م ، في الوقت الذي كان يعد فيه العدة لهجوم جديد على الإمبراطورية الرومانية الشرقية و امبراطورها الجديد، مارسيان "Marcian" . خلال العرس الذي كان في قصر أتيلا، استمتع العريس و شرب حتى ساعة متأخرة من الليل . في الصباح التالي، لم يظهر أتيلا ، فقام الحرس بكسر باب غرفته ليجدوه ميتا في جانب من فراشه، و زوجته في الجانب الآخر من السرير لا تكاد تتوقف عن البكاء . لم يتم العثور على أي جرح في جسده ، و يُعتقد أنه أصيب برعاف شديد أثناء نومه مما تسبب في اختناقه بسبب تراكم الدماء داخل أنفه . كما يوجد تأويل آخر لموته يضع لعروسه يد في القضية، أو أنه سقط ضحية مؤامرة حاكها الإمبراطور مارسيان; و أصحاب هذا الرأي رفضوا أن يكون حادثا غريبا ، أو أنها حكاية تحذيرية عن مخاطر الشرب .


8
لا أحد يعلم أين دُفن

حسب ما رواه بريسكوس ، فإن رجال أتيلا لطخوا وجوههم بالدماء و ساروا بأحصنتهم في دوائر حول الخيمة التي بها جثمان قائدهم العظيم . في تلك الليلة وُضع جسده في ثلاث توابيت واحد داخل الأخر ، الأول من ذهب ، و الثاني من فضة ، و الثالث من حديد، و دفن في مقبرة مليئة بأسلحة أعدائه المهزومين، جنبا الى جنب مع الجواهر و كنوز أخرى . و تقول الأسطورة أنه تم تحويل مجرى نهر حتى يتم دفن أتيلا، و بعدها تم تسريح المياه لتغطي قبره . كما تم قتل الخدم الذين أجروا مراسيم الدفن لكي لا يكشف مكان متواه الأخير . يعتقد بأن قبره في مكان ما من هنغاريا، لكنه لا زال مجهولا الى يومنا هذا .
نصب تذكاري لأتيلا بـهنغاريا
و يبقى أتيلا القائد البربري الأكثر شهرة ، و صاحب أكثر السير المشينة بينهم ، كان مهووسا بالذهب كما أحب الفتك بجيوش الأعداء ، و هذا ما تشهد به حملاته الشرسة التي كانت تهابها أكبر امبراطوريات أوروبا أنذاك ، فما كان لها الا أن ترضخ لمطالبه و تعطيه ما يريد من ذهب … إنه أتيلا ، القائد الشرس و الملك الرهيب . 

-------------
المصدر : هنا 
ترجمة و اعداد : سعيد كميح