من أين جاء رمز قلب الأحبة والعشاق ؟


القلب من أكثر الرموز التي تعبر عن الحب، الرومانسية و المودة في جميع أرجاء العالم و بدون منازع، لكن هل تساءلنا يوماً عن أصوله التاريخية التي تبدوا غامضة و غير معروفة بشكل دقيق .


 يَعتقد البعض أن شكله مشتق من شكل أوراق اللبلاب "Convolvulus arvensis" ، و التي ترتبط بخصلة الوفاء، فيما يرى اخرون أنه مستوحى من شكل الثديين، الأرداف أو طرف أخر من جسم الانسان . و لعل الرأي الأكثر اثارة للإهتمام هو ذاك المتعلق بـ "السيلفيوم" ، و هو نوع عملاق من الشومر أو "البسباس" و الذي كان ينمو في شمال افريقيا على الخط الساحلي، للمستعمرة الإغريقية "Cyrene" و التي تقع شرق ليبيا حاليا . استَخدم الإغريق و الرومان السيلفيوم في الطعام على شكل توابل و كذلك في الطب - من المرجح أنه كان فعالا كما هو الحال مع شراب السعال اليوم- كما اشتهر بكونه شكل مبكر من أشكال تحديد النسل . و أشاد الكُتاب و الشعراء القدامى بهذه النبتة لفاعليتها في منع الحمل، و شاع استخدامها و اصبحت تستهلك بكميات كبيرة حتى شارفت على الإختفاء في القرن الأول للميلاد ( و تقول الأسطورة أن الإمبراطور الروماني "نيرو" قُدِّم مع أخر ساق ناجٍ من هذه النبتة) . و لجراب بذور السيلفيوم نفس شكل قلب عشاق اليوم، مما دفع كثيرين الى التكهن بأن علاقة هذا العشب بالحب و الحياة العاطفية هي ما ساهمت بدرجة أولى في تعميمه كرمز . كما أن مدينة "سيرين" القديمة -التي اغتنت من تجارة السيليوم- وضعت صورته على نقودها المحلية .
نقود تعود لمستعمرة سيرين الإغريقية ، و فيها نرى : على اليسار شكل نبتة السيلفيوم و على اليمين شكل بذرة السيلفيوم

في حين تبقى نظرية السيلفيوم أكثر اقناعا لنا، ربما تكون أصول رمز القلب أكثر بساطة . و يرى بعض الباحثين مثل Pierre Vinken و Martin Kemp أن هذا الرمز له جذور في كتابات جالينوس و أرسطو، الذي وصف قلب الإنسان بأن له ثلاث غرف مع تجويف صغير في المنتصف . و استناداً لهذه النظرية، فإن شكل القلب ربما ظهر على يد فناني العصور الوسطى في محاولتهم لترجمة النصوص الطبية القديمة . و على سبيل المثال ، في القرن الـ 14 للميلاد قام الفيزيائي الإيطالي Guido da Vigevano برسم سلسلة من المخطوطات التشريحية لأعضاء جسم الإنسان و كان من بينها القلب الذي اعتمد في رسمه على أوصاف أرسطو . و لأن قلب الإنسان ارتبط منذ القدم بالعواطف و السرور، فقد تم اتخاده كرمز للرومنسية و الحب خلال العصر الوسيط . و أصبح هذا الشكل شائعا خلال عصر النهضة، عندما استُخدم بكثرة في الفنون و الأعمال الدينية . و مع حلول القرنين الـ 18 و 19 الميلاديين،أصبح هذا الرمز جد متكرر في الرسائل الرومنسية القصيرة و بطائق عيد الحب أو الفالنتاين .
وفيه نرى الشكل الذي اعتمده للقلب . Guido da Vigevano رسم تشريحي لجسم الإنسان ، و هو جزء من أعمال 

---------------------------
المصدر : هنا
ترجمة : سعيد كميح

الحمض النووي DNA .. أفضل وسيلة لتخزين بياناتنا



لطالما كان الحمض النووي أفضل و أنجع وسيلة لحفظ الحياة على الأرض لملايين السنين . لكن ماذا لو استطاع الباحثون تسخير هذه القوة لتخزين جميع البيانات التي تنتجها البشرية ؟ 

و قد توصل فريق من الباحثين من المعهد الأوروبي للمعلوماتية الحيوية، بقيادة عالم الأحياء الجزيئية "نيك غولدمان" الى طريقة للإستفادة من هذه القوة التخزينية . و حسب قول "غولدمان"، فإن جميع المعلومات في العالم يمكن تخزينها في الحمض النووي DNA ، بحجم يُمكِّن من وضعها في صندوق سيارة رياضية كما أنها ستستمر لملايين السنين . و من خلال تجارب التخزين على الحمض النووي، تبين أنه يمكن أن تستمر مدة التخزين لـ 2000 سنة ان احتفظ به في درجة حرارة حوالي 10 درجات مئوية . كما يمكن أن تطول هذه المدة لتصبح 2 مليون سنة ان احتفظ بالحمض النووي في درجة حرارة 18- درجة مئوية . 

بحسب التقديرات ، فإن غرام واحد من الـ DNA قادر على تخزين 455 إكسابايت من البيانات . و هو ما يعادل 455 مليار جيغابايت. و هذا كافي لتخزين جميع بيانات غوغل و فايسبوك .

----------------
المصادر : 1 , 2
ترجمة : سعيد كميح