هل حقا هناك امتياز في اللعب داخل الميدان ؟


في الرياضة عموما، و في كرة القدم على الخصوص، هنالك عادة تقول أن اللعب داخل الميدان يمثل امتياز لا شك فيه . رغم أن للجميع فرصة للفوز - و هذا ما يعطي جمالية للمباراة - ، فإن العلماء المختصين في الرياضة يوافقون هذا الرأي و يقرون بهذا الإمتياز .

عندخوض مياراة داخل الميدان، تتدخل عدة عوامل لتعطي للاعب المضيِّف الامتياز :

1- دور الجمهور
يعرف اللاعب جيدا المحيط (المركب الرياضي، مستودعات الملابس، أرضية الملعب، ...) و جميع خصائصه المميزة . و أيضا سيستفيد من دعم الجمهور الذي اجتمع من أجله .
و يؤكد علماء النفس الرياضيين على : " اللعب أمام جمهورك يتجاوز البعد الرياضي . حيث يمكن لهذا الجمهور أن يؤثر بشكل كبير على قرارات الحكم " .

2- مستويات عالية من "التستوسترون" لدى الرياضي
بعض الباحثين الانجليز قاموا بدراسة معدلات هرمون التستوسترون لدى لاعبي كرة القدم . و توصلوا الى أن المعدل لدى اللاعبين الذين يلعبون داخل الميدان يكون أكبر من معدل أولائك الذين يلعبون خارجه . و هي نتيجة كانت قد تمت ملاحظتها سابقا لدى رياضيين آخرين . التستوسترون "Testosterone" هو هرمون يفرز بشكل طبيعي من قِبل اللاعبين، الذين يظهرون قتالية و تنافس داخل الميدان .

3- عياء الفريق الخصم
أخيرا ، يمكننا تفسير تفوق الفريق المضيِّف بـ … فشل الفريق الخصم ! حيث أن هذا الأخير يجب أن يتحمَّل عياء التنقل (و في بعض المرات فارق الزمن)، البعد عن العائلة، الحميات الغدائية المختلفة، … الخ . و بالتالي و مما لا شك فيه أن هذه العوامل ستؤثر بشكل كبير على مستوى الفريق الضيف .

*امتياز اللعب داخل الميدان مُؤكد بالإحصائيات :
ماذا تقول الإحصائيات ؟ من خلال التعامل مع أرقام عدة مسابقات كروية عالمية، اللعب داخل الميدان يبدوا فعلا أنه يمثل امتياز . ففي كأس العالم ، اذا كان البلد المنضم لم يستطع الفوز باللقب الا في 20% من الحالات (و بعضهم، لم يكن لهم أمل في تحقيق اللقب : مثل كوريا الجنوبية سنة 2002، و جنوب افريقيا في 2010) ، فقد وصلت هذه الفرق الى نصف النهائي في 70% من الحالات .

-------------------
المصدر: هنا
ترجمة : سعيد كميح

قائمة بـ 8 حقائق مثيرة عن أتيلا الهوني مُرعب الروم


يمكنك أن تشاهد المقال مصورا مصحوبا بالتعليق 

ما بين سنتي 434 و 453 للميلاد ، جيش الهون بقيادة الرهيب أتيلا خاض معارك شرسة ضد الجيوش الرومانية، كما اجتاح أقاليم جنوب البلقان، اليونان، بلاد الغال و إيطاليا . و على الرغم من سمعة أتيلا السيئة داخل الامبراطورية الرومانية كفاتح وحشي، لم يستطع الوصول لروما و لا حتى لللقسطنطينية، الا ان براعته و شراسته جعلت اسمه يتردد كثيرا عبر الزمن : فخلال الحرب العالمية الأولى، عندما حاولت بريطانيا القاء الضوء على وحشية و فساد أعدائها الألمان شبهتهم بالهون . و من بين كل القادة "البربريين" للعصر المتأخر للإمبراطورية الرومانية، يبقى أتيلا الهوني الإسم الأكثر شهرة . و الآن بعد أزيد من 1500 سنة على حياته الحافلة بالأحداث (و موته الغامض) اكتشف معنا في هذه القائمة 8 حقائق يجب أن تعرفها عن أتيلا، ملك الهون .

1
تلقى تربية خاصة

بعيدا عن الصورة النمطية للرجل المتوحش، البربري و الغير متعلم، وُلد أتيلا (تقريبا في بداية القرن الخامس بعد الميلاد) في عائلة هي الأقوى في شمال نهر الدانوب . عمَّاه، أوكتار"Octar" و روغيلا "Rugila" ، حكما امبراطورية الهون بالتشارك من أوائل سنوات 420 الى أواخر سنوات 430م . أتيلا و أخوه الأكبر بليدا "Bleda"، تلقيا دروسا في الرماية ، و المسايفة اضافة لركوب الخيل و كيفية الإعتناء بها . كما تكلما - و ربما استطاعا قراءة - كل من اللغة القوطية و اللاتينية، و تم تعليمهما فنون الحرب و التكتيكات الديبلوماسية، حيث أن الأخوين دائما ما يكونان حاضرين عندما يستقبل عماّهما سفراء الإمبراطورية الرومانية .


2
ما إن وصل أتيلا للحكم ، كان أول شيء فعله هوعقد سلام قصير الأجل مع الرومان

مع وفاة عمَّيه في سنة 434م ، أتيلا و أخوه الأكبر بليدا ورثا سيطرة مشتركة على امبراطورية الهون . و أولى خطواتهما كانت معاهدة مع الإمبراطورية الرومانية الشرقية، و بموجبها تعهد الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني "Theodosius II" بدفع 700 رطل (حوالي 320 كلغ) من الذهب كل سنة شرط السلام بين الهون و الرومان . لكن بعد سنوات قليلة ، ادعى أتيلا أن الرومان انتهكوا المعاهدة و قاد مجموعة من الهجمات المدمرة نحو المدن الرومانية الشرقية في سنة 441م . و مع ظهور اشارة الخطرو اقتراب الهون بـ 20 ميل من القسطنطينية، أُجبر ثيودوسيوس للرضوخ لمطالب الهون، و وافق على دفع ما مجموعه 2100 رطل من الذهب في السنة لأتيلا الرهيب .


3
قتل أخاه ليحتكر لنفسه القوة المطلقة

بعد معاهدة السلام التي أُبرمت في سنة 443م ، عاد الهون الى السهل الهنغاري العظيم . أما ما حدث في السنوات القليلة اللاحقة يبقى غامضاً من خلال المصادر الرومانية، لكن يبدوا واضحا أن أتيلا قرر تحدي أخاه بليدا من أجل احتكار السلطة على الإمبراطورية . الكاتب الروماني بريسكوس "Prescus"، الذي قدم ما يعتبر أكثر التقارير الرومانية موثوقية حول الهون، ادعى أنه في سنة 445 " تم اغتيال بليدا ملك الهون بسبب مؤامرة حاكها أخوه أتيلا " . بعد سنتين من قتله لبليدا ، قاد أتيلا هجمة جديدة على أراضي الإمبراطورية الرومانية الشرقية . و اقتحمها عن طريق البلقان الى اليونان، و لكن استطاع الرومان صد هذا الغزو في منطقة ثيرموبيلا "Thermopylae" التي شهدت معارك عديدة قبل ذلك و التي تقع بين الجبال و البحر، شمالي أثينا . و بعد التفاوض أبرموا معاهدة جديدة كانت أكثر قسوة من سابقتها على الرومان .


4
غزى بلاد الغال ليحصل لنفسه على زوجة

في ربيع 450م ، قامت هونوريا "Honoria"، الأخت الفاتنة لإمبراطور روما الغربية ، فالنتينيان الثالث "Valentinian III"، بإرسال خاتم لأتيلا تسأله أن يساعدها لأن أخاها أجبرها على الزواج من أحد أرستقراطيي روما رغما عنها . أتيلا الذي كان له عدة زوجات (عددهن غير معروف)، قَبِل اقتراح هونوريا كأنه عرض زواج . و أعلن أنها زوجته الجديدة و طالب بها و نصف الامبراطورية الرومانية الغربية ليقدمه كمهر لها . لكن هونوريا ادعت انها لم تقصد أي شيئ من هذا ، لكن شقيقها الذي كان غاضبا من مكيدة أخته، كان على استعداد لإرسالها عبر نهر الدانوب الى أتيلا . لكنه بعد كل هذا تراجع و سمح بزواجها من الأرستقراطي الروماني . أتيلا لم يستسلم ببساطة ، حيث سيقوم بشن هجمتين عسكريتين باسم هونوريا .


5
تكبد أتيلا هزيمته الأولى و الأخيرة في معركة السهول الكاتالونية "Battle of the Catalaunian Plains"

في سنة 451م و بمجموع 200.000 رجل من الهون، غزى أتيلا بلاد الغال . ولأنهم انتقلوا عبر الريف، تركوا خلفهم المذابح و الدمار، فيما شكَّل الرومان (بقيادة الجنرال فلافيوس أتيوس "Flavius Aetius" ) تحالفاً مع ثيودريك الأول "Theodric I" ملك القوط الغربيين . هذا الخليط القوطي الروماني من القوات واجه الهون في معركة حاسمة على سهول كاتالونيا ، انتهت بهزيمة قائد الهون في واحدة من أكثر الحروب دموية في التاريخ . قُتِل ثيودريك أثناء المعركة، في حين أخد أتيلا قواته و غادر بلاد الغال الى حين . أبداً لا ييْأس هذا الرجل ، حيث أنه بعد سنة من هذه المعركة سيعلن غزوه لإيطاليا .


6
رغم شهوته الأسطورية للذهب، كانت طريقة عيش أتيلا بسيطة و متواضعة

استنادا لما رواه بريسكوس "Priscus"، الذي زار مقر أتيلا في السهل الهنغاري العظيم خلال زيارة لسفراء الإمبراطورية الرومانية سنة 449م ، فإن ملك الهون قدَّم مأدبة فاخرة على شرف ضيوفه في صحون فضية" . أتيلا ، كما لاحظ بريسكوس ، كان يقدم الخدمة بنفسه بدون واسطة خدم . و يأكل اللحم على أطباق خشبية … كما أن كأسه مصنوع من خشب ، في حين يُضَيِّف في كؤوس من ذهب و فضة . و خلافا للخاضعين له الذين يتباهون بالذهب و الأحجار الكريمة على أحزمة أحصنتهم و كذا على أسلحتهم، كان رداء أتيلا بسيطا ما يهمه هو أن يكون نظيفا .


7
مات بطريقة فظيعة و محيرة ليلة زفافة

رغم وحشيته، طريقة موت أتيلا لم نكن لنتنبأ بها لمحارب و قائد عسكري عظيم . حتى في الوقت الذي كان يطالب فيه بهونوريا، قرر الزواج من جديد، كانت شابة جميلة تدعى ايلديكو "Ildico" . تزوج سنة 453م ، في الوقت الذي كان يعد فيه العدة لهجوم جديد على الإمبراطورية الرومانية الشرقية و امبراطورها الجديد، مارسيان "Marcian" . خلال العرس الذي كان في قصر أتيلا، استمتع العريس و شرب حتى ساعة متأخرة من الليل . في الصباح التالي، لم يظهر أتيلا ، فقام الحرس بكسر باب غرفته ليجدوه ميتا في جانب من فراشه، و زوجته في الجانب الآخر من السرير لا تكاد تتوقف عن البكاء . لم يتم العثور على أي جرح في جسده ، و يُعتقد أنه أصيب برعاف شديد أثناء نومه مما تسبب في اختناقه بسبب تراكم الدماء داخل أنفه . كما يوجد تأويل آخر لموته يضع لعروسه يد في القضية، أو أنه سقط ضحية مؤامرة حاكها الإمبراطور مارسيان; و أصحاب هذا الرأي رفضوا أن يكون حادثا غريبا ، أو أنها حكاية تحذيرية عن مخاطر الشرب .


8
لا أحد يعلم أين دُفن

حسب ما رواه بريسكوس ، فإن رجال أتيلا لطخوا وجوههم بالدماء و ساروا بأحصنتهم في دوائر حول الخيمة التي بها جثمان قائدهم العظيم . في تلك الليلة وُضع جسده في ثلاث توابيت واحد داخل الأخر ، الأول من ذهب ، و الثاني من فضة ، و الثالث من حديد، و دفن في مقبرة مليئة بأسلحة أعدائه المهزومين، جنبا الى جنب مع الجواهر و كنوز أخرى . و تقول الأسطورة أنه تم تحويل مجرى نهر حتى يتم دفن أتيلا، و بعدها تم تسريح المياه لتغطي قبره . كما تم قتل الخدم الذين أجروا مراسيم الدفن لكي لا يكشف مكان متواه الأخير . يعتقد بأن قبره في مكان ما من هنغاريا، لكنه لا زال مجهولا الى يومنا هذا .
نصب تذكاري لأتيلا بـهنغاريا
و يبقى أتيلا القائد البربري الأكثر شهرة ، و صاحب أكثر السير المشينة بينهم ، كان مهووسا بالذهب كما أحب الفتك بجيوش الأعداء ، و هذا ما تشهد به حملاته الشرسة التي كانت تهابها أكبر امبراطوريات أوروبا أنذاك ، فما كان لها الا أن ترضخ لمطالبه و تعطيه ما يريد من ذهب … إنه أتيلا ، القائد الشرس و الملك الرهيب . 

-------------
المصدر : هنا 
ترجمة و اعداد : سعيد كميح